الله تعالى ، فإن هذه الوقعة يكون فيها آية من آيات الله تعالى . . واعلموا أن هذه الوقعة هي التي ذكرها لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) التي يبقى ذكرها إلى الأبد » . وعندما برز ماهان وهو القائد العام لجيوش الروم ، كان ينبغي أن يبرز إليه أحد قادة الجيوش : خالد ، وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو العاص ، وشرحبيل ، لكنهم كاعوا عنه وسكتوا ، وبرز إليه مالك الأشتر فقتله ، ثم برز اثنان من قادتهم فقتلهما ، ثم حمل عليهم حملاته الحيدرية فقتل ثمانية أو عشرة من قادة الروم ! وكفى بذلك تأثيراً على جيش غربي يتصف بمركزية غليظة ، تجعل الجندي يعتمد على قائده أكثر من اعتماده على نفسه . فعندما رأوا نخبة قادتهم مجندلين وقع فيهم الرعب ، فاغتنم تلك الفرصة المسلمون وحملوا عليهم ، فانهزمت الروم أول هزيمة لهم يومها ! ويضاف إلى الآية الربانية وهي بطولة الأشتر ، عوامل أخرى كملت النعمة ، وهي رعب الروم من المسلمين الذين آمنوا بعمق بنبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ودينهم الجديد ، فهم يحبون الموت بقدر ما يحب الروم الحياة ! ثم عادة الروم والفرس في الحرب ، بربط جنود ببعضهم بالسلاسل حتى لا يفروا ، وقد أقنعوا جنودهم بأن ذلك علامة الشجاعة والتضحية ، فكان الخوف يسري من الجندي إلى مجموعته ! إن المؤكد أنه وقعت هزيمة ساحقة بالروم ، لكن لا يمكنك أن تقبل ما قاله رواة السلطة في كيفيتها ، فقد غيبوا فعل الأشتر ، وجعلوا الهزيمة أسطورة لا