6 - وصفت الرواية المعركة وصفاً مبتوراً بأن خالداً قاد ثلاثين ألف مقاتل وحمل على مئات الآلاف من الروم فهزمهم ، وجعلت المعركة يوماً واحداً ، ولم تصف المبارزات فيها ، ولا ما حدث للميمنة والميسرة والقلب ، وماذا عمل فلان أو فلان ، من قادة المسلمين وأبطالهم ! 7 - معنى وَقَص فلان وَوَقَصَتْ به دابَّتُه : سقط عنها فاندقت عنقه ومات . وقد سموا الوادي التي كانت خلف جيش الروم : الواقوصة ، لأن الروم وقصوا فيها وماتوا . كما سموا الأودية : الأهوية ، لأن الإنسان يهوي فيها . قال الحموي في معجم البلدان : 5 / 354 : « الواقوصة : واد بالشام في أرض حوران نزلها المسلمون أيام أبي بكر على اليرموك لغزو الروم ، وقال القعقاع بن عمرو : < شعر > ألم ترنا على اليرموك فزنا * كما فزنا بأيام العراق قتلنا الروم حتى ما تساوي * على اليرموك مفروق الوراق فضضنا جمعهم لما استحالوا * على الواقوصة البتر الرقاق غداة تهافتوا فيها فصاروا * إلى أمر تعضل بالذواق < / شعر > وفي كتاب أبي حذيفة : أن المسلمين أوقعوا بالمشركين يوماً باليرموك ، قال : فشد خالد في سرعان الناس ، وشد المسلمون معه يقتلونهم كل قتلة ، فركب بعضهم بعضاً حتى انتهوا إلى أعلى مكان مشرف على أهوية ، فأخذوا يتساقطون فيها وهم لا يبصرون وهو يوم ذو ضباب . وقيل كان ذلك بالليل وكان آخرهم لا يعلم بما صار إليه الذي قبله حتى سقط فيها ثمانون ألفاً فما أحصوا إلا بالقضيب وسميت هذه الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى اليوم لأنهم وقصوا فيها ، فلما