ولما رأى المسلمون خيل الروم توجهت للهرب ، أفرجوا لها ولم يحرجوها فذهبت فتفرقت في البلاد ، وأقبل خالد والمسلمون على الرِّجل ففضوهم ، فكأنما هدم بهم حائط ، فاقتحموا في خندقهم فاقتحمه عليهم ، فعمدوا إلى الواقوصة ، حتى هوى فيها المقرنون وغيرهم ، فمن صبر من المقترنين للقتال هوى به من جشعت نفسه ، فيهوى الواحد بالعشرة لا يطيقونه ، كلما هوى اثنان كانت البقية أضعف ، فتهافت في الواقوصة عشرون ومائة ألف ، ثمانون ألف مقترن وأربعون ألف مطلق ! سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل فكان سهم الفارس يومئذ ألفاً وخمس مائة » . ملاحظات على هذه الرواية 1 - أنها تزعم أن خالداً هو القائد العام ، وهو التقي الواعظ للقادة ، وهو الذي يعطي المناصب حتى لأبي عبيدة ، مع أنه معزول بشدة من الخليفة ! قال البلاذري : 1 / 138 : « ثم وليَ أبو عبيدة بن الجراح أمر الشام كله وإمرة الأمراء في الحرب والسلم من قبل عمر بن الخطاب ، وذلك أنه لما استخلف كتب إلى خالد بعزله ، وولى أبا عبيدة » . 2 - تزعم الرواية أن خالداً وزع المسؤوليات وأنه القائد العام ، وورد فها ذكر كردوس فيه اسم خالد فقد يكون هو . كما زادت الكراديس عن أربعين . 3 - نلاحظ أن خالد بن سعيد وابنه سعيداً كانا من قادة الكراديس في اليرموك وأن شرحبيل كان شريكاً في القيادة مع خالد ، كما كان شريكاً مع عمرو العاص