فهذا يدل على أن سلمان بن ربيعة تربى على يد أبي أمامة ، وأنه رجع مع هاشم المرقال بعد اليرموك مسرعاً ليدرك القادسية ، وقد يكون أبو أمامة رجع معهم لكن الظاهر أنه لم يشارك في فتوح العراق وإيران ، بل في فتوح الشام ومصر . قال ابن عبد البر في الإستيعاب : 4 / 1602 : « اسمه صُدَيُّ بنُ عجلان . . سكن أبو أمامة الباهلي مصر ، ثم انتقل منها إلى حمص فسكنها ومات بها ، وكان من المكثرين في الرواية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأكثر حديثه عند الشاميين . توفى سنة إحدى وثمانين ، وقيل سنة ست وثمانين ، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قول بعضهم » . وفي تاريخ دمشق : 24 / 56 : « توفي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو ( أبو أمامة ) ابن ثلاثين سنة » . وفي ( 24 / 74 ) مات سنة إحدى وثمانين . فينبغي أن يكون عمره أكثر من مئة سنة . وفي فتوح ابن الأعثم : 2 / 351 ، أنه شارك في فتح قبرص ، فكان عبادة بن الصامت أمين الغنائم : « وأعانه عليها أبو الدرداء وأبو أمامة الباهلي ، وغيرهم » . وفي فتوح الواقدي : 2 / 235 : « عن أبي أمامة وكان من أصحاب الرايات قال : فبينما نحن كذلك إذ بأعلام المشركين قد انتشرت ، وراياتهم قد ظهرت ، وزينتهم وصلبانهم قد ارتفعت ، ولغتهم بالكفر قد طمطمت ، وأفيالهم قد أقبلت ، ورجالهم للقتال قد تبادرت ، فلما رأى المسلمون ذلك أخلصوا نياتهم ولم يَهُلْهُم ما رأوا من عدوهم ، وتضرعوا بالدعاء لخالقهم ، وقد استغاثوا بمالكهم ، وأكثروا من الصلاة على نبيهم ، ولم يزالوا سائرين حتى قربوا من القوم ورأوهم رأي العين ، فعند ذلك أمسك المشركون أعنة خيولهم وسلاسل أفيالهم وألقى