لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا ، وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفون . فقال عمرو : أما القرابة فهي على ما ذكرت . وأما القسمة فإنها كانت قسمة شططاً علينا ، فنحن نريد أن نترادَّ ، فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة . وأما ما ذكرت من الجهد الذي أخرجنا فإنا قدمنا فوجدنا في هذه البلاد شجرة يقال لها الحنطة ، فذقنا منها طعاماً لا نفارقكم حتى نصيركم عبيداً أو تقتلونا تحت أصول هذه الشجرة . قال فالتفت إلى أصحابه فقال صدقوا ، وافترقا . فاقتتلوا فكانت بينهم معركة انصرف القوم على حامية ومضى المسلمون في آثارهم حتى طووهم عن فلسطين والأردن ، إلا ما كان من إيليا وقيسارية تحصن فيها أناس فتركوهم ومضوا إلى ناحية البثنية ودمشق » . وإن صحت هذه الرواية فإن منطق عمرو العاص ليس فيه ذكر للدافع الإسلامي في الغزو ، بل الدافع الذي ذكره الطمع المادي لا غير ! 3 . طمسوا دور أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، وهو من قادة الفتح الأبطال ، وهو صحابي جليل وثقه عند الجميع ، وكان قائداً في فتح الشام ، وفي العراق ، ففي تاريخ دمشق : 21 / 463 ، قال عن القائد سلمان بن ربيعة الباهلي : « غزا الشام مع أبي أمامة الصدي بن عجلان الباهلي ، فشهد مشاهد المسلمين هناك ، ثم خرج إلى العراق فيمن خرج من المدد إلى القادسية متعجلاً فشهد الوقعة » .