روى أبو مخنف في يوم العربة أن ستة قواد من قواد الروم نزلوا العربة ، في ثلاثة آلاف ، فسار إليهم أبو أمامة في كثف من المسلمين فهزمهم وقتل أحد القواد ، ثم اتبعهم فصاروا إلى الدبية وهي الدابية ، فهزمهم وغنم المسلمون غنماً حسناً . . كانت أول وقائع المسلمين وقعة العربة ولم يقاتلوا قبل ذلك مذ فصلوا من الحجاز . ولم يمروا بشئ من الأرض فيما بين الحجاز وموضع هذه الوقعة إلا غلبوا عليه بغير حرب ، وصار في أيديهم » . وفي تاريخ الطبري : 2 / 601 : « واجتمع الروم جمعاً بالعَرْبَة من أرض فلسطين فوجه إليهم يزيد بن أبي سفيان أبا أمامة الباهلي ففض ذلك الجمع . قالوا : فأول حرب كانت بالشام بعد سرية أسامة ( يقصد جيش أسامة ) بالعربة ، ثم أتوا الداثنة ويقال الداثن فهزمهم أبو أمامة الباهلي ، وقتل بطريقاً منهم » . وفي تاريخ دمشق : 2 / 82 : « أن أبا بكر كان جهز بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) جيوشاً على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص . . وساروا معهم النساء والذرية بالخيل والسلاح ليس معهم حمار ولا شاة ، فأخذوا على طريق فلسطين حتى نزلوا بقرية يقال لها ثادن من قرى غزة ، مما يلي الحجاز فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم ، فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه . قال : فتواكلوا ذلك وقالوا لعمرو بن العاص أنت لذلك فخرج إليه عمرو فرحب به البطريق ومتَّ إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم ، وقال : ما الذي جاء بكم ، فقد كانت الآباء اقتسمت الأرض فصار