ولما وقع الرسول بالفتح والوفد بالخبر ومعهم الغنائم ، بعمر بن الخطاب من قبل الأحنف ، جمع الناس وخطبهم وأمر بكتاب الفتح فقرئ عليهم ، فقال في خطبته : فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر جنده ، ألا إن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم ، فليسوا يملكون من بلادهم شبراً يضر بمسلم . ألا وإن الله قد أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون » . قال البلاذري : 2 / 503 : « جمع أهل طخارستان للمسلمين فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم ، فبلغوا ثلاثين ألفاً . . وخرج ليلاً فسمع أهل خباء يتحدثون ورجلاً يقول : الرأي للأمير أن يسير إليهم فيناجزهم حيث لقبهم . فقال رجل يوقد تحت خزيره أو يعجن : ليس هذا برأي ! ولكن الرأي أن ينزل بين المرغاب والجبل ، فيكون المرغاب عن يمينه والجبل عن يساره ، فلا يلقى من عدوه وإن كثروا إلا مثل عدة أصحابه . فرأى ذلك صواباً ففعله . وهو في خمسة آلاف من المسلمين : أربعة آلاف من العرب وألف من مسلمي العجم ، فالتقوا ، وهز رايته وحمل وحملوا ، فقصد ملك الصغانيان للأحنف فأهوى له بالرمح ، فانتزع الأحنف الرمح من يده ، وقاتل قتالاً شديداً فقتل ثلاثة ممن معهم الطبول منهم ، كان يقصد قصد صاحب الطبل فيقتله ، ثم إن الله ضرب وجوه الكفار ، فقتلهم المسلمون قتالاً ذريعاً . . وقال : يا بني تميم ، تحابوا وتباذلوا تعتدل أموركم ، وابدؤوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم ، ولا تَغُلُّوا يسلم لكم جهادكم . . ثم كروا فهزموا الكفرة ، وفتحوا الجوزجان عنوة » .