فلم يستطع منهم أحد أن يوتر قوسه ، ثم ولوا مدبرين ، وحمل النعمان وحمل الناس ، فكان النعمان أول قتيل قتل من المسلمين ، جاءه سهم فقتله ، فجاء أخوه معقل بن مقرن فغطى عليه برداً له ، ثم أخذ الراية وإنها لتنضح دماً من دماء من قتله بها النعمان قبل أن يقتل ، فهزم الله المشركين وفتح على المسلمين ، وبايع الناس لحذيفة بن اليمان » . وفي صحيح ابن حبان : 11 / 68 : « فلما حضرت الصلاة وهبت الأرواح كبر وكبرنا وقال : ريح الفتح والله إن شاء الله ، وإني لأرجو أن يستجيب الله لي وأن يفتح علينا ، فهز اللواء فتيسروا ثم هزه الثانية ثم هزه الثالثة ، فحملنا جميعاً كل قوم على من يليهم . . فوالله ما علمت من المسلمين أحداً يحب أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو يظفر ، وثبتوا لنا فلم نسمع إلا وقع الحديد على الحديد ، حتى أصيب في المسلمين مصابة عظيمة ، فلما رأوا صبرنا ورأونا لا نريد أن نرجع انهزموا ، فجعل يقع الرجل فيقع عليه سبعة في قران ( مقترنون بالسلاسل ) فيقتلون جميعاً ، وجعل يعقرهم حسك الحديد خلفهم ، فقال النعمان : قدموا اللواء فجعلنا نقدم اللواء فنقتلهم ونضربهم ، فلما رأى النعمان أن الله قد استجاب له ورأي الفتح ، جاءته نشابة فأصابت خاصرته فقتلته ، فجاء أخوه معقل بن مقرن فسجى عليه ثوباً وأخذ اللواء فتقدم به ، ثم قال : تقدموا رحمكم الله فجعلنا نتقدم فنهزمهم ونقتلهم ، فلما فرغنا واجتمع الناس قالوا : أين الأمير فقال معقل : هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح ، وختم له بالشهادة ، فبايع الناس حذيفة » .