قال : فجعل هؤلاء السبعون رجلاً يقاتلون أهل تستر بأجمعهم ، وكان قوم يعالجون فتح الباب وقوم يحاربون ، حتى كسروا قفلين ، وقتل عامة هؤلاء السبعين ، فما بقي منهم إلا نفر قليل . قال : وجعل المسلمون يكبرون من خارج المدينة وليس لهم في أصحابهم حيلة فلم يزالوا كذلك حتى قتل السبعون بأجمعهم غير ثلاثة نفر ، ففتحوا القفل الثالث ، واقتحم المسلمون مدينة تستر ، وهؤلاء الثلاثة أيضاً داستهم الخيل فقتلتهم ! قال : وسار المسلمون بأجمعهم حتى صاروا في مدينة تستر ، فجعلوا يقتلون وينهبون ، وخرج الهرمزدان عن مدينة تستر هارباً حتى صار إلى قلعة له ، وقد كان قدم أهله وولده وعامة أمواله إلى تلك القلعة ، في نفر من أهل بيته وخدمه وحشمه ، فتحصن هنالك . وغنم أبو موسى والمسلمون جميع ما كان بتستر من أموالها وغنائمها ، ومرت الفرس على وجوهها يمنة ويسرة ، وقد كانوا وجهوا بنسائهم وأولادهم وأموالهم ، ففرقوهم في البلاد خوفاً من المسلمين . قال : وجمع أبو موسى غنائم تستر فأخرج منها الخمس ليوجه به إلى عمر بن الخطاب ، وقسم باقي ذلك في المسلمين فأعطى كل ذي حق حقه ، ثم سار في جميع أصحابه حتى نزل إلى قلعة الهرمزدان فحاصره بها أشد الحصار ، فلما رأى الهرمزدان ما هو فيه بعث إلى أبي موسى يسأله أن يعطيه الأمان ، على أن يحمله إلى عمر بن الخطاب مع أهله وولده وحشمه وجميع أهل بيته ، فأجابه أبو موسى