إلى ذلك ، وكتب له أمانا منشوراً فبعث به إليه ، فنزل الهرمزدان من قلعته ، فأخذوا جميع ما كان فيها . قال : ثم دعا أبو موسى بالهرمزدان فقيده بقيد ثقيل ، ووجه به وأهله وولده وجميع ما كان معه إلى عمر بن الخطاب ، ووجه إليه أيضاً بالخمس من غنائم المسلمين من تستر . قال : وبلغ ذلك أهل المدينة فجعلوا ينظرون إلى الهرمزدان ومن معه من أصحابه ، قال : ودخل المسلمون المدينة وطلبوا عمر بن الخطاب في منزله فلم يصيبوه ، فقال الهرمزدان : لمن تطلبون ؟ قالوا : نطلب أمير المؤمنين ، قال الهرمزدان : أو ليس له من يقضي حوائجه ؟ قالوا : بلى ولكنه عون نفسه ، قال : فعجب الهرمزدان من ذلك ! ثم جاء المسلمون فإذا هم بعمر بن الخطاب وهو نائم في مَشرفةٍ من وراء المسجد ، فوقفوا عليه وسلموا ، فاستيقظ عمر بن الخطاب ، ثم استوى جالساً فنظر إلى الهرمزدان وإلى من معه ، فخرَّ لله ساجداً ، ثم قال : الحمد لله الذي جعله وأشباهه فيئاً للمسلمين . قال : ثم وثب عمر فدخل المسجد واجتمع إليه المهاجرون والأنصار ، وأتي بالخمس حتى وضع بين يديه ، فنظر إليه عمر وحمد الله عز وجل على ذلك . ثم دعا بالهرمزدان فأوقفه بين يديه ثم قال : يا هرمزدان ! كيف رأيت صنع الله عز وجل بك ؟ فقال الهرمزدان : لست بأول من نزلت به هذه النازلة ، المصائب قد تصيب الرجال . فقال عمر : صدقت فقل لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فقال الهرمزدان : على هذه الحالة لا أقول . قال : عمر : فإني قاتلك ، قال