وبهذا يتضح أن عمل العلاء كان فعلاً طبيعياً ، وأنه بعد أن قضى على الردة في البحرين ، توجه إلى فتح المنطقة المقابلة لها من إيران وهي شيراز وكرمان . فلم يكن فعله منافسة لانتصار سعد في القادسية ، لأنها لم تكن وقعت ، ولا لانتصار المسلمين في معركة البويب التي قتل فيها قائد الفرس مهران ، لأنها كانت بقيادة المثنى بن حارثة قبل مجيئ سعد إلى العراق . وينبغي أن نعلق هنا على مطلع رواية البلاذري الذي يقول : « فلما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة ، وما يصنع بالبصرة ، رأى أن يوليها رجلاً من قبله فولاها عتبة بن غزوان » فهو يعني أن سويداً العجلي الذي هو من قادة المثنى ، ومن بني عجل حلفاء بني شيبان ، كان حقق انتصارات مهمة في البصرة ، فقرر عمر أن يكون مكانه رجل « من قبله » يقطف تلك الانتصارات ! وبالفعل عزل قطبة الذي كان والياً من قبل أبي بكر بدل أن يكافئه ويرقيه ، ونصب عتبة الذي لم يستطع الإدارة باعتراف عمر ! قال اليعقوبي ( 2 / 138 ) : « وكان عمال أبي بكر لما توفي : عتاب بن أسيد على مكة . . . والمثنى بن حارثة الشيباني على الكوفة ، وسويد بن قطبة على البصرة » . وقد عزلهما عمر ونصب بدلهما جريراً ثم سعداً وعتبة فأخر حركة فتح العراق ! وقد بينا خشونة تعامل عمر مع المثنى بن حارثة في ترجمته .