المسألة الرابعة بدأت جبهة فتح إيران من جهة سيراف وكرمان إلى مكران أي بلوشستان ، والى شيراز وطبس وخراسان ، ببني عبد القيس على يد العلاء الحضرمي ، وبقيت في عهدة البحرينيين ، فهم الذين بدؤوا في فتحها ، وخاضوا معاركها ، لكن عمر غضب على أميرهم العلاء لحاجة في نفسه وأوقف عملهم ! قال اليعقوبي : 2 / 134 : « وبعث أبو بكر عثمان بن أبي العاص ، وندب معه عبد القيس ، فسار في جيش إلى توج فافتتحها وسبى أهلها ، وافتتح مكران وما يليها » وهذه شهادة مهمة من ابن واضح اليعقوبي وهو مؤرخ دقيق ، بأن أهل البحرين فتحوا في زمن أبي بكر « توج » وهي كرمان ، و « مكران » وهي بلوشستان الإيرانية . ومعناه أن عمر غضب عليهم وأمرهم بالإنسحاب من مناطق واسعة كانوا فتحوها ! لكن بني عبد القيس فرضوا على الخلافة عملهم ، ووصلوا عملياتهم ، وتعرف ذلك من أسماء قادة معارك فتح إيران ، ومن ولاء المسلمين من أهل تلك المناطق إلى عبد القيس ، كأبي الهذيل العلاف مولى عبد القيس شيخ المعتزلة والمؤلف على مذهبهم ( لسان الميزان : 5 / 413 ) وابن شقيق المروزي مولى عبد القيس ( الأنساب للسمعاني : 4 / 143 ) والعشرات بل المئات من موالي عبد القيس أو موالي العبديين ، وهم من أهل المناطق التي فتحها بنو عبد القيس أو عملوا فيها في مطلع الفتح الإسلامي . ولا يتسع المجال لسرد العديد منهم من كتب رجال الحديث .