واستنقذ خليداً ومن معه من المسلمين من أيديهم ، وأعز به الإسلام وأهله ، ودفع الشرك وذله ولله الحمد والمنة ، ثم عادوا إلى عتبة بن غزوان إلى البصرة » . فكيف يصح هذا الكلام الذي يزعم أن جيش خليد علق في الساحل الفارسي طول هذه المدة ، أي في سيراف التي تبعد عن البحرين 200 كيلو متراً في البحر ، بينما تبعد عن البصرة نحو 800 كيلو متراً . فهل كان خليد وجيشه عاجزين عن السيطرة على سفن من الساحل الفارسي والرجوع بها إلى البحرين ، أو عن إحضار سفن من البحرين ؟ وهل كانوا عاجزين عن سلوك الطريق الساحلي إلى البصرة ، وقد سلكه أبو سبرة بجيشه ( المنقذ ) ولم يكن في طريقه أحد من العدو كما قالت الرواية ؟ ! فالصحيح ما رواه البلاذري ، وهو أن عمر سحب جيش العلاء الحضرمي ، وأمدَّ به واليه على الموصل ، فلم يعلق الجيش ، ولا أنقذه أبو سبرة ! قال البلاذري ( 2 / 476 ) ، وجعل قائد الجيش هرثمة بن بن عرفجة : « كان العلاء بن الحضرمي ، وهو عامل عمر بن الخطاب على البحرين ، وجه هرثمة بن عرفجة البارقي ، من الأزد ، ففتح جزيرة في البحر مما يلي فارس . ثم كتب عمر إلى العلاء أن يمد به عتبة بن فرقد السلمي ففعل » . وفي الأربعين البلدانية لابن عساكر : 4 / 227 : « وأما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء الحضرمي عامل أبي بكر ثم عامل عمر على البحرين ، وجه عرفجة بن هرثمة البارقي في البحر ، فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيرة مما يلي فارس . فأنكر عمر ذلك لأنه لم يستأذنه ، وقال غررت المسلمين ! وأمره أن يلحق بسعد