والهوادج والخدم والجواري والمماليك ، وقد داروا بمحفة من العود الرطب وعليها من الثياب الملونة المذهبة ، وأهلتها من الذهب مرصعة بالجواهر ، وقاتلوا دون المحفة قتالاً شديداً ، وكانت المحفة لشاهران ابنة الملك يزدجرد بن كسرى ، وكان السائر بها ساقر بن هرمز فقتله وقتل أصحابه ، وأكثر ما كان مع ساقر وولى الباقي منهزمين ، وتسلم هاشم المحفة وما حولها ، وأتوا بذلك كله إلى سعد . . ثم أشرف سعد على ما بقي من الخزائن ، فوجد صندوقاً عظيماً ظاهره وباطنه بالديباج المذهب ، وفي داخله بساط كسرى ، وهو البساط الذي كان يفتخر به على الملوك ملوك الدنيا ، كله ذهب منسوج بالحرير ، منظوم بالدر واليواقيت الملونة والمعادن والجواهر المثمنة والزمرد . وكان طوله ستين ذراعاً قطعة واحدة ، في جانب منه كالصور وفي جانب كالشجر والرياض والأزهار ، وفي جانب كالأرض المزروعة المقبلة بالنبات في الربيع . وكل ذلك من الحرير الملون والمعادن على قضبان الذهب والزمرذ والفضة . وكان الملك لا يبسطه الا في أيام الشتاء في إيوانه إذا قعد للشراب ، وكانوا يسمونه بساط النزهة والمسرات ، فيكون لهم شبه الروضة الزهراء ، فلما رآه العرب قالوا : والله هذه قطيفة زينة ! قال : ولما قسم سعد على الناس الغنائم أصاب الفارس اثنا عشر ألف دينار ، وكلهم كانوا فرساناً ولم يكن فيهم راجل ، وأخرج للغائبين مع النساء والحريم في الحيرة نصيبهم ، وقسم الدور بين الناس . . وأخرج الخمس لعمر بن الخطاب وأراد أن يقسم البساط فلم يدر كيف يقسمه فقال سعد : معاشر المجاهدين إني