3 . والأهم من ذلك ، أن رواياتهم طمست معركتين خاضهما المسلمون بعد القادسية إحداها مع بقايا جيش الفرس قرب الكوفة ، والثانية مع كتيبة الحرس الشاهنشاهي في الطريق إلى المدائن . وقد ذكرهما هاشم المرقال ، فقال كما رواه الطبري : 3 / 80 : < شعر > يومُ جلولاءٍ ويومُ رستمِ * ويومُ زحفِ الكوفة المقدم ويومُ عرض النَّهَرِ المحرم * من بين أيامٍ خلون صُرَّمِ شَيَّبْنَ أصْداغي فَهَنَّ هَرمي * مثلُ ثُغام البلدِ المحرم » . < / شعر > فذكر أربعة حروب شيبت صدغيه ، وهي يوم جلولاء ، ويوم القادسية التي كان قائدها الفارسي رستم ، ويوم زحف الكوفة ، ولا بد أنه بعد القادسية لأن هاشماً كان قبلها في الشام ، فهو في طريقهم إلى المدائن بعد القادسية ، ويظهر أنهم اشتبكوا مع الفرس بين الكوفة والحلة ، وكان ثقل المعركة على هاشم ( رحمه الله ) . ويوم عرض النهر ، يظهر أنه دجلة ، وكانت المعركة فيه مع كتائب حرس كسرى الخاصين ويسمون كتيبة بوران ، وقد برز قائدهم فبرز إليه هاشم المرقال وقتله ، وفي منطقة مظلم ساباط ، أي النفق المظلم ، جعل الفرس على باب النفق أسداً مدرباً فتقدم إليه هاشم المرقال فقتله . ( الطبري : 3 / 79 ، والروض المعطار / 297 ) . وقال الطبري : 3 / 116 : « وانتهى هاشم إلى مظلم ساباط ، ووقف لسعد حتى لحق به فوافق ذلك رجوع المقرط أسد كان لكسرى قد ألَّفَهُ وتخيره من أسود المظلم ، وكانت به كتائب كسرى التي تدعى بوران ، وكانوا يحلفون بالله كل يوم لا يزول ملك فارس ما عشنا ! فبادر المقرط الناس حين انتهى إليهم سعد فنزل إليه هاشم فقتله وسمى سيفه المنن ، فقبل سعد رأس هاشم . . فلما ذهب من