الليل هدأة ارتحل فنزل على الناس ببهرسير وجعل المسلمون كلما قدمت خيل على بهرسير وقفوا ثم كبروا ، فكذلك حتى نجز آخر من مع سعد » . أقول : لا بد أن يكون شكره لهاشم وتقبيله جبينه ، عندما جاء سعد إلى المدائن ! وسنذكر في ترجمة هاشم مبارزته لرئيس الحرس الشاهنشاهي فيروز ، وقتله له . كما ذكرت المصادر أزمة المسلمين في محاصرتهم ، فقد تحصن حرس كسرى في أبراج القصر وكانوا يرمون المسلمين ويقتلون منهم ولا يستطيعون الرد عليهم . ثم روت أن سلمان الفارسي رضي الله عنه فاوض الحرس ودعاهم إلى الإسلام حتى أسلموا ، وسلموا القصور للمسلمين . ( فتوح الواقدي : 2 / 204 ) . كما نص الرواة على أن هاشماً قاد الجيش إلى المدائن ، ثم إلى جلولاء ، ولم يكن فيه سعد . ( البلاذري : 2 / 323 ) . والظاهر أن يزجرد هرب من المدائن إلى داخل إيران قبل توجه جيش المسلمين إلى المدائن . ثم جمع الفرس قواتهم في جلولاء وخانقين ، فانهزموا . ثم جمعوها في تستر فانهزموا . ثم كان أكبر تجمُّع لهم في نهاوند ، وكانت معركتها سنة إحدى وعشرين للهجرة ، وقادها النعمان ثم حذيفة ، رضي الله عنهما . قال اليعقوبي : 2 / 151 : « وهرب يزدجرد فيمن بقي معه فلحق بأصبهان ، ثم سار إلى ناحية الري ، وأتاه صاحب طبرستان فأعلمه حصانة بلاده ، فامتنع عليه ومضى إلى مرو ، وكان معه ألف أسوار من أساورته وألف جَبَّار ( ضخم الجسم ) وألف صناجة ، فكاتب نيزك طرخان فعلاه بعمود ، فمضى منهزماً حتى دخل بيت طحان ، ولحقوه فقتلوه في بيت الطحان . . وافترقت جموع الفرس ، وأذهب الله ملكهم ، وفرق جمعهم » .