فكتب سعد إلى عمر فأمره أن يقيم في المدائن ، ويرسل ابن أخيه هاشم المرقال لقتال جيش الفرس في جلولاء وخانقين . وفي الرواية نقاط خطأ عديدة ، لأنها تفترض أن سعداً كان مع الجيش ، بينما بقي في الكوفة حتى فتحت المدائن فجاء إليها . ثم أرسل ابن أخيه هاشم المرقال رضي الله عنه إلى معركة جلولاء وبقي في المدائن ، وبعد انتصارهم طلبوا مجيئه فلم يحضر حتى هجوه بالشعر ، فحضر كالمجبر ، ووكل أميناً بكنوز كسرى ، هو سلمان الفارسي رضي الله عنه . ثم رجع إلى المدائن ولم يذهب معهم إلى فتح حلوان ، وأرسل الجيش بقيادة هاشم ، وحجر بن عدي الكندي ، وجرير البجلي . وقد وثقنا ذلك في ترجماتهم . وبذلك تعرف أن روايتهم في فتح المدائن تريد إثبات فضائل لا وجود لها لسعد ومنها مشيه على وجه الماء . كما تريد تبرير بقائه في المدائن بأنه كان بأمر عمر ! 2 . بالغ الرواة في تأثير حصار المسلمين على سكان المدائن ، فقال أحد الرواة كما في تاريخ الطبري : 3 / 16 : « فمنهم من عبر من كلواذى ، ومنهم من عبر من أسفل المدائن ، فحصروهم حتى ما يجدون طعاماً يأكلونه إلا كلابهم وسنانيرهم ، فخرجوا ليلاً فلحقوا بجلولاء » . وهي مبالغة لا تصح ، لأن المدائن سبعة مدن ، وقد حاصر المسلمون مدينة أو اثنتين فيهما يزدجرد وأهم قصور كسرى وإيوانه ، وكانت محاصرتهم من ناحية غرب دجلة ، ولذلك انسحب كثيرون ولم يشعر بهم المسلمون .