أصبحتم بنعمة الله إخواناً ، دعوتكم واحدة وأمركم واحد ، بعد إذ أنتم يعدو بعضكم على بعض عدو الأسد ، ويختطف بعضكم بعضاً اختطاف الذئاب ، فانصروا الله ينصركم ، وتنجزوا من الله فتح فارس ، فإن إخوانكم من أهل الشام قد أنجز الله لهم فتح الشام ، وانتثال القصور الحمر » . ( تاريخ الطبري : 3 / 61 ) . 9 . « قال عمرو بن معدي كرب : إني حامل على الفيل ومن حوله ، لفيل بإزائهم فلا تدعوني أكثر من جزر جزور ، فإن تأخرتم عني فقدتم أبا ثور فأنى لكم مثل أبي ثور ، فإن أدركتموني وجدتموني وفي يدي السيف ! فحمل فما انثنى حتى ضرب فيهم وستره الغبار ، فقال أصحابه : ما تنتظرون ما أنتم بخلقاء أن تدركوه ، وإن فقدتموه فقد المسلمون فارسهم ! فحملوا حملة فأفرج المشركون عنه بعد ما صرعوه وطعنوه وإن سيفه لفي يده يضاربهم ، وقد طعن فرسه ! فلما رأى أصحابه وانفرج عنه أهل فارس ، أخذ برِجل فرس رجل من أهل فارس فحركه الفارسي فاضطرب الفرس ، فالتفت الفارسي إلى عمرو فهمَّ به وأبصره المسلمون فغشوه ، فنزل عنه الفارسي وحاضر ( ركض ) إلى أصحابه ، فقال عمرو : أمكنوني من لجامه ، فأمكنوه من فركبه » . ( تاريخ الطبري : 3 / 61 ) . أقول : حمل عمرو بن معدي كرب مثل هذه الحملة في نهاوند وغاص في وسط جيش الفرس ، ويظهر أن المسلمين تأخروا عن نجدته ، فأدركوه وقد استشهد رضي الله عنه ! 10 . « أنس بن الحليس قال : شهدت ليلة الهرير فكان صليل الحديد فيها كصوت القُيُون ( الحدادين ) ليلتهم حتى الصباح ، أفرغ عليهم الصبر إفراغاً . .