عليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص . . فقدم على الناس صبيحة يوم أغواث وجعلت خيله ترد قِطعاً وما زالت ترد إلى الليل ، وتَنَشَّطَ الناس وكأن لم يكن بالأمس مصيبة . . . فاجتلدوا بها حتى المساء ، فلم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئاً مما يعجبهم ، وأكثر المسلمون فيهم القتل ولم يقاتلوا في هذا اليوم على فيل ! كانت توابيتها تكسرت بالأمس فاستأنفوا علاجها حين أصبحوا » . 8 . « فأقبل هاشم ( المرقال ) حتى إذا خالط القلب كبَّر فكبر المسلمون ، وقد أخذوا مصافهم وقال هاشم : أول القتال المطاردة ثم المراماة فأخذ قوسه فوضع سهماً على كبدها ثم نزع فيها . . وأقبلت الفيلة معها الرجالة يحمونها أن تقطع وضنها ، ومع الرجالة فرسان يحمونهم ، إذا أرادوا كتيبة دلفوا لها بفيل واتباعه لينفروا بهم خيلهم ، فلم يكن ذلك منهم كما كان بالأمس لأن الفيل إذا كان وحده ليس معه أحد كان أوحش ، وإذا أطافوا به كان آنس فكان القتال كذلك ، حتى عدل النهار وكان يوم عماس من أوله إلى آخره شديداً ، العرب والعجم فيه على السواء ، ولا يكون بينهم نقطة إلا تعاورها الرجال بالأصوات ، حتى تبلغ يزدجرد فيبعث إليهم أهل النجدات ممن بقي عنده فيقوون بهم » ( الطبري : 3 / 59 ) . « قدم هاشم في أهل العراق من الشام فتعجل في أناس ليس معه أحد من غيرهم إلا نفير ، منهم ابن المكشوح ، فلما دنا تعجل في ثلاث مائة فوافق الناس وهم على مواقفهم ، فدخلوا مع الناس في صفوفهم » . ( تاريخ الطبري : 3 / 60 ) . « أن قيس بن المكشوح قال مقدمه من الشام مع هاشم ، وقام فيمن يليه فقال لهم : يا معشر العرب إن الله قد من عليكم بالإسلام ، وأكرمكم بمحمد ( صلى الله عليه وآله )