قال الكلاعي في الاكتفاء : 3 / 273 : « إن الأشتر كان من جلداء الرجال وأشدائهم وأهل القوة والنجدة منهم ، وإنه قتل يوم اليرموك قبل أن ينهزموا أحد عشر رجلاً من بطارقتهم ، وقتل منهم ثلاثة مبارزة » ! فنسبوا البطولة والنصر إلى ابن الوليد وأبي عبيدة ، مع أنهما كاعا عن المبارزة . والى ضرار بن الأزور صاحب خالد ، مع أنه قُتل قبل سنين في حرب اليمامة ! ويقول التاريخ الرسمي : إن عمرو العاص غزا مصر بثلاثة آلاف وخمس مئة مقاتل ، وخاض فيها المعارك من حصن إلى حصن ومن مدينة إلى مدينة ، حتى فتحها كلها ! فصارت مصر مفتوحةً عنوةً ، ونُزعت ملكية أرضها من أهلها ! ثم اعترفت رواياتهم بأنه لم يكن في مصر أي قوة رومية ، وأن المصريين قرروا أن لا يقاتلوا المسلمين ، وأن يصالحوهم ، فاستقبلوهم وعقدوا معهم عهد الصلح ، وسلموهم البلد ، فغضب عليهم هرقل ، فلم يهتموا لغضبه ! « قال أهل مصر لملكهم : ما تريد إلى قوم فلُّوا كسرى وقيصر وغلبوهم على بلادهم ، صالحِ القومَ واعتقد منهم ( أبرم عقداً معهم ) ولا تَعْرُض لهم ، ولا تُعرضنا لهم » . ( تاريخ الطبري : 3 / 199 ) . ويقول التاريخ الرسمي : إن الإسكندرية نقضت عهد الصلح مع المسلمين واستدعت الروم ، فغزاها والي مصر عمرو بن العاص وفتحها مرة ثانيةً عنوةً ، فنُزعت ملكية أرضها من أهلها وصارت ملكاً للمسلمين ، وجاز للوالي أن يأخذ منهم الخراج بما يراه ، وليس دينارين على البالغ كما نص عهد الصلح !