مثلاً : تقرأ في الطبري ( 2 / 557 ) عن وقعات لخالد بن الوليد ومعارك في فتح العراق : وقعة المذار ، وقعة الولجة ، وقعة ألِّيس ، وقعة أمغيشيا ، وقعة يوم المقر . . وقعة الأنبار ، وقعة كلواذى ، وقعة حصيد ، وقعة الخنافس ، وقعة بني البرشاء ، وقعة الثنى والزميل ، وقعة الفرائض ، وقعة عين التمر ، وقعة دومة الجندل . . وتقرأ خوف الفرس منه وإرسالهم الجيوش لحربه ، وأن أحد قادتهم الكبار قارن طلب مبارزته فبرز إليه خالد ، لكن سبقه إليه شخص وقتله ! ثم تقرأ عن الفرس فتجد أنهم كانوا في فترة وجود خالد في العراق ، وهي السنة الثالثة عشرة للهجرة ، مشغولين بصراعهم الداخلي ، وكان همهم الدفاع عن المدائن فقط ، ولم يكن في شرقي دجلة أي قوات فارسية ، وإنما أرسلوا جيشاً لمعركة بابل بعد ذهاب خالد من العراق بمدة . قال الطبري : 2 / 573 : « أقام خالد في عمله سنة ومنزله الحيرة ، يُصَعِّد ويُصَوِّب قبل خروجه إلى الشام ، وأهل فارس يخلعون ويُمَلِّكُون ، ليس إلا الدفع عن بهرسير ( المدائن ) وذلك أن شيري بن كسرى قتل كل من كان يناسبه إلى كسرى بن قباذ ، ووثب أهل فارس بعده وبعد أردشير ابنه فقتلوا كل من بين كسرى بن قباذ وبين بهرام جوار ، فبقوا لا يقدرون على من يملكونه ممن يجتمعون عليه » . فتعرف بذلك أن الحروب المدعاة لخالد لم تكن مع جيش فارسي ، ولا حاميات فارسية ، بل كانت غارات على قرى ودساكر لسكان عرب كبني تغلب ، أو على مزارعين من أعراق متعددة كعين التمر ، كان المثنى لا يغير عليهم .