ومنهم الطبري ، محمد بن جرير الآملي ، من طبرستان في شمال إيران ، توفي في بغداد سنة 310 هجرية ، ويعتمد منهج الرواية ، بقطع النظر عن توثيق الراوي أو عدمه ، ويتدخل في انتقاء الرواية أو تركها ، وقد يعلق عليها ويعطي رأيه فيها وقد يروي المتشابهات ، أو المتضادات ، في الأمر الواحد ، ولا يعلق عليها . وقد اعترف أكثر من مرة بأنه لا يستطيع أن يذكر كثيراً من الحقائق ! ومنهم المسعودي ، علي بن الحسين بن علي ، من ذرية عبد الله بن مسعود ، نشأ في بغداد ، وعاش في مصر وتوفي فيها سنة 346 ، وهو يميل إلى التشيع ويمتاز بالدقة فيما يهتم به ، وبالخبرة بتاريخ الروم والفرس . وأشهر كتبه مروج الذهب وهو يُسند روايته ، لكنه أكثر ما يتكلم من إنشائه . ومنهم ابن الأعثم ، أحمد بن محمد بن علي بن أعثم الكوفي ، مؤرخ من أهل الكوفة توفي 314 ، وقد وصلنا من كتبه : الفتوح ، وأسلوبه أقرب إلى أسلوب الواقدي في الوصف والخطابة ، ويتميز عنه بنفحة عراقية شيعية . ومنهم الكلاعي الأندلسي ، سليمان بن موسى ، وهو من ذرية ذي الكلاع الحميري ، عاش في الأندلس وتوفي فيها سنة 634 ، وله كتاب الاكتفاء بسيرة المصطفى ، ومنهجه الإنتقاء من المصادر المعروفة ، وغيرها ، وفيه نفحة يمانية . هذه مجموعة من المصادر ، وطبيعي أن لا يقتصر الباحث عليها ، خاصة إذا رأى أن مفردته مروية في مصادر أخرى ، بأفضل مما رواه هؤلاء . الثالثة : لا بد من معرفة الباحث بالدولة الفارسية والرومية آنذاك ، لأن روايات الفتوح تنسب إليها والى أمبراطورها وقادتها ، أقوالاً وأحداثاً ، ينبغي التأكد منها ، فهي تؤيد رواية كتب المغازي ، أو تعارضها !