الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وما أشبهها من الغزوات عن أسلافهم ، وكان ابن إسحاق يتتبع هذا عنهم ، ليعلم من غير أن يحتج بهم » . ومن كبار المؤلفين في المغازي الواقدي ، وهو محمد بن عمر بن واقد ، مولى بني سهم ، وهو مؤرخ مشهور ، نشأ في المدينة وسكن بغداد ، واتصل بالبرامكة ، وبالرشيد والمنصور والمهدي ، وتوفي سنة 207 . والغالب على أسلوبه السرد القصصي ، والإشادة العاطفية بشخصيات الفاتحين والمسلمين . وقد اشتهرت كتبه عبر العصور ، وتداولها عوام المسلمين ، لذلك يتطرق الشك إلى نسختها الرائجة أن يكون فيها تغيير عن نسخة المؤلف الأصلية . ومنهم محمد بن سعد ، صاحب الطبقات ، وهو كاتب الواقدي ، ومولى بني العباس ، وقد عاش في بغداد وتوفي فيها سنة 230 ، ومنهجه أدق من منهج أستاذه ، لأنه يستعمل أسلوب الرواية ولا يستعمل أسلوب القصصي الخطابي . ومنهم البلاذري ، أحمد بن يحيى بن جابر ، ونسبته إلى نبات البلاذر الهندي ، وثمره كنوى التمر ، وهو بغدادي توفي سنة 279 ، يروي كثيراً عن ابن سعد والواقدي ، لكن قد يتكلم بدون إسناد ، أو يقول قالوا ، ويقصد علماء المغازي والسير . وهو أقدم من الطبري وأجلُّ منه ، والعجب أن الطبري لا يروي عنه ! ومنهم ابن واضح اليعقوبي ، أحمد بن إسحاق . . بن واضح ، وهو بغدادي من موالي المنصور العباسي ، يميل إلى التشيع ، وهو مؤرخ جغرافي كثير الأسفار ، توفي سنة 282 ، وكتابه تاريخ الأمم السالفة ، المعروف بتاريخ اليعقوبي ، صغير يمتاز بالتركيز والدقة غالباً .