معركة اليرموك أم المعارك في فتح الشام أخذ هرقل يحشد قواته لمعركة اليرموك ، فانسحب المسلمون من حمص ، فقد خاف أبو عبيدة من المفاجأة ، فأمر بالإنسحاب من حمص إلى دمشق ، وبعد انسحابهم بفترة دخلت قوات الروم إلى حمص ، وأعادت احتلالها . وقد أخبر المسلمون عمر بهذا التراجع ، فكتب إلى أبي عبيدة يلومه عليه : « بلغني خروجك من أرض حمص ، وترككم بلاداً فتحها الله عز وجل عليكم ، فكرهت هذا من رأيكم وفعلكم » . ( فتوح ابن الأعثم : 1 / 178 ) . لكن العمل الرائع للمسلمين عند انسحابهم من حمص أنهم أرجعوا لأهلها ما كانوا أخذوه منهم من الجزية ، لأنهم لا يستطيعون أن يحموهم من العدو ! قال البلاذري في الفتوح / 103 : « حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : بلغني أنه لما جمع هرقل للمسلمين الجموع وبلغ المسلمين إقبالهم إليهم لوقعة اليرموك ، ردوا على أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم من الخراج وقالوا : شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم ، فأنتم على أمركم . فقال أهل حمص : لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم . ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم . ونهض اليهود فقالوا : والتوراة لا يدخل عامل هرقل مدينة حمص إلا أن نُغلب ونجهد ! فأغلقوا الأبواب وحرسوها . وكذلك فعل أهل المدن التي صولحت من النصارى واليهود وقالوا : إن ظهر الروم وأتباعهم على المسلمين صرنا إلى ما كنا عليه ، وإلا فأنا على أمرنا ما بقي