للمسلمين عدد . فلما هزم الله الكفرة وأظهر المسلمين ، فتحوا مدنهم وأخرجوا المقلسين ، فلعبوا ( رقصوا في استقبالهم ) وأدوا الخراج . وسار أبو عبيده إلى جند قنسرين وإنطاكية ففتحها » . وروى الحموي في معجم البلدان ( 3 / 280 ) سبب تجميع هرقل جيشه في اليرموك ، فقال : « لما نصر الله المسلمين بفحل ، وقدم المنهزمون من الروم على هرقل بأنطاكية ، دعا رجالاً منهم فأدخلهم عليه فقال : حدثوني ويحكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم أكثر أو هم ؟ قالوا : بل نحن ، قال : فما بالكم ؟ فسكتوا ، فقام شيخ منهم وقال : أنا أخبرك أنهم إذا حملوا صبروا ولم يكذبوا ، وإذا حملنا لم نصبر ونكذب ، وهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويرون أن قتلاهم في الجنة وأحياءهم فائزون بالغنيمة والأجر . فقال : يا شيخ لقد صدقتني ولأخرجن من هذه القرية وما لي في صحبتكم من حاجة ولا في قتال القوم من إرب ! فقال ذلك الشيخ : أنشدك الله أن تدع سورية جنة الدنيا للعرب ، وتخرج منها ولم تعذر ، فقال : قد قاتلتم بأجنادين ودمشق وفحل وحمص كل ذلك تفرون ولا تصلحون ، فقال الشيخ : أتفر وحولك من الروم عدد النجوم ، وأي عذر لك عند النصرانية ؟ فثناه ذلك إلى المقام ، وأرسل إلى رومية وقسطنطينية وأرمينية وجميع الجيوش فقال لهم : يا معشر الروم إن العرب إذا ظهروا على سورية لم يرضوا حتى يتملكوا أقصى بلادكم ، ويسبوا أولادكم ونساءكم ويتخذوا أبناء الملوك عبيداً ، فامنعوا حريمكم وسلطانكم ، وأرسلهم نحو