جمع طاغية الروم من الجموع في جميع البلدان ، وبعثه إليهم من لا قبل لهم به ، فرجع إلى دمشق » . هذا ، وقد روى الواقدي ( 1 / 160 ) أنه وقعت معركة في فتح حمص ، قال : « حدثني سنان بن راشد اليربوعي قال : حدثنا سملة بن جريج قال : حدثنا النجار وكان ممن يعرف فتوح الشام قال : لما صالحنا أهل حمص بعد قتل هربيس خرج أهل حمص ودفنوا قتلاهم ، فافتقدنا القتلى الذين استشهدوا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فوجدنا من استشهد من المسلمين مائتين وخمسة وثلاثين فارساً كلهم من حمير وهمدان ، إلا ثلاثين رجلاً من أهل مكة ، وهم عكرمة بن أبي جهل ، وصابر بن جرئ ، والريس بن عقيل ، ومروان بن عامر ، والمنهال بن عامر السلمي ابن عم العباس ، وجمح بن قادم ، وجابر بن خويلد الربعي ، فهؤلاء من المسلمين الذين استشهدوا يوم حمص ، والباقون من اليمن وهمدان ومن أخلاط الناس » . لكن هذا من مبالغات الرواة ، وكذلك ما ادعوه من وقوع معارك في فتح الشام مع البطرقين توما وهربيس ، والألوف المؤلفة من جنودهما ! ولا يمكن قبول أيٍّ من هذه الروايات لوجود النصوص على أن أهل دمشق وحمص وغيرهما طلبوا الصلح ولم يقاتلوا . أما الشهداء الذين ذكروهم في فتح حمص والشام فقد استشهدوا في أجنادين ، ومرج الصفر ، وفحل ، واليرموك !