ومن ظريف ما يحكى : أنه وليَ عليهم والٍ وكان سنياً متشدداً فبلغه عنهم أنهم لبغضهم الصحابة الكرام ، لا يوجد فيهم من اسمه أبو بكر قط ولا عمر ، فجمعهم يوماً وقال لرؤسائهم : بلغني أنكم تبغضون صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون أولادكم بأسمائهم ، وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر أو عمر ، ويثبت عندي أنه اسمه ، لأفعلن بكم ولأصنعن ! فاستمهلوه ثلاثة أيام وفتشوا مدينتهم واجتهدوا ، فلم يروا إلا رجلاً صعلوكاً حافياً عارياً أحول ، أقبح خلق الله منظراً اسمه أبو بكر ، لأن أباه كان غريباً استوطنها فسماه بذلك ، فجاؤوا به ، فشتمهم وقال : جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون علي ، وأمر بصفعهم ! فقال له بعض ظرفائهم : أيها الأمير إصنع ما شئت ، فإن هواء قم لا يجئ منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا ! فغلبه الضحك وعفا عنهم » . ملاحظات على دور الأحنف في فتح إيران 1 . لاحظت أن عمر بن الخطاب كان كارهاً لفتح إيران وخاصة خراسان ومطاردة يزدجرد ، وأنه رضي بذلك على مضض بسبب ضغط المسلمين عليه . وأن علياً ( عليه السلام ) والأحنف بن قيس كان له دور في إقناع عمر ، ثم كان الأحنف وزملاؤه من شيعة علي ( عليه السلام ) أهم القادة الميدانيين في فتح إيران ! ومن الملفت أن أول قادة فتح خراسان المؤثرين كان الأحنف بن قيس ، وآخرهم كان عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي ، وهو ابن أم هاني أخت