عبدٌ ، ولا يغترَّ بالأماني التي نهى الله عز وجل عنها ، من هذه الأحاديث الكاذبة على الله التي يُكذبها القرآن ، ويتبرأ منها ومن حملتها ورواتها » . ودلالة هذا الحديث واضحة ، لأن دعوة الناس إلى دين الله ، منصبُ نيابةٍ عن الله تعالى يحتاج إلى إثبات . ولأن الدعوة الكاملة فيها تصرفٌ في أنفس العباد وأموالهم ، وهو يحتاج إلى مجوزِ قانوني من المالك عز وجل . ( 3 ) أعطى الله تعالى ملكية الأرض لآدم والأنبياء ( عليهم السلام ) ؟ الأصل القانوني في ملكية الأرض في فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أنها مخلوقة ومملوكة لله تعالى ، وأنه عز وجل مَلَّكَها لنبينا وآله ( صلى الله عليه وآله ) الذين هم عترته المطهرون : عليٌّ وفاطمة الزهراء والأئمة الأحد عشر ( عليهم السلام ) . فكل الملكيات المتسلسلة ، العرضية والطولية ، لا بد أن ترجع إلى إذن المالك منهم ( عليهم السلام ) ، وعليه تتوقف صحة الفتوحات التي حدثت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقد استفاضت الأحاديث في ذلك ، ومنها صحيح أبي خالد الكابلي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : « وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين : أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتقون والأرض كلها لنا ، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها . فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها ، فهو أحق بها من الذي تركها ، يؤدي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها ، حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ، ويخرجهم منها كما حواها رسول