المسلمين وأحرزوا شلوه ، وتجرثم الفيل فاتقاه الفيل بيده دأب أبى عبيد وخبطه الفيل وقام عليه ، وتتابع سبعة من ثقيف كلهم يأخذ اللواء فيقاتل حتى يموت . ثم أخذ اللواء المثنى ، وهرب الناس . . وحاز المشركون المسلمين إلى الجسر وخشع ناس ، فتواثبوا في الفرات فغرق من لم يصبر ، وأسرعوا فيمن صبر وحمى المثنى وفرسان من المسلمين الناس ونادى : يا أيها الناس إنا دونكم فاعبروا على هينتكم ولا تدهشوا ، فإنا لن نزايل حتى نراكم من ذلك الجانب ، ولا تغرقوا أنفسكم ! فعبروا الجسر . . وعبر الناس وكان آخر من قتل عند الجسر سليط بن قيس . وعبر المثنى وحمى جانبه فاضطرب عسكره ورامهم ذو الحاجب فلم يقدر عليهم . فلما عبر المثنى ارفضَّ عنه أهل المدينة ، حتى لحقوا بالمدينة ، وتركها بعضهم ونزلوا البوادي وبقى المثنى في قلة . . هلك يومئذ أربعة آلاف بين قتيل وغريق ، وهرب ألفان ، وبقى ثلاثة آلاف . وأتى ذا الحاجب الخبر باختلاف فارس فرجع بجنده ، وكان ذلك سبباً لارفضاضهم عنه ، وجُرح المثنى وأثبت فيه حلق من درعه ، هتكهن الرمح » . أقول : أثرت هذه الخسارة على عمر بن الخطاب كثيراً ، فلم يرسل أحداً إلى العراق إلا بعد أكثر من سنة ، فأرسل جرير بن عبد الله البجلي . ثم ثأر المثنى في معركة البويب لمعركة الجسر نشط المثنى رضي الله عنه بعد معركة الجسر فأسَرَ قائدين من الفرس ، واستغل خلافاً داخلياً بين الفرس ، فوسع غاراته في وسط العراق وغربه وشرقه ، وبسط