نفوذه على أكثر أجزائه ، فاغتاظ لذلك الفرس وأرسلوا جيشاً أكبر من جيشهم السابق ، وجمع المثنى جيشه من المسلمين ، وبعض العرب النصارى . والبويب : « نهر كان بالعراق موضع الكوفة ، فمه عند دار الرزق ، يأخذ من الفرات » . ( معجم البلدان : 1 / 512 ) . قال ابن الأعثم : 1 / 136 : « دعا عمر بجرير بن عبد الله البجلي فقال له : ويحك يا جرير ! إنا قد أصبنا بالمسلمين مصيبة عظيمة ، والمثنى بن حارثة في وجه العدو غير أنه جريح لما به ، فسر نحو العراق فعسى الله عز وجل أن يدفع شر هؤلاء الأعاجم وتخمد بك جمرتهم . قال : فسار جرير بن عبد الله من المدينة في سبع مائة رجل حتى صار إلى العراق فنزلها » . ونزل جرير بقومه في أول العراق من جهة الحجاز وطلب من المثنى أن يأتيه ، فدعاه المثنى للحضور إليه ، لأن الفرس يستعدون للمعركة ، وجرت بينهم مراسلات ! قال ابن الأعثم : 1 / 136 : « فسار جرير بن عبد الله من المدينة في سبع مائة رجل ، حتى صار إلى العراق فنزلها ، وبلغ ذلك المثنى بن حارثة الشيباني ، فكتب إليه : أما بعد يا جرير فإنا نحن الذين أقدمنا المهاجرين والأنصار من بلدهم ، وأقمنا نحن في نحر العدو نكابدهم ليلاً ونهاراً ، وإنما أنت مدد لنا ، فما انتظارك رحمك الله لا تصير إلينا ؟ فصر إلينا وكثِّرنا بأصحابك . . . قال فكتب إليه جرير : أما بعد فقد ورد كتابك عليَّ فقرأته وفهمته ، فأما ما ذكرت أنك الذي أقدمت المهاجرين والأنصار إلى حرب العدو ، فصدقت . وليتك لم تفعل ! وأما قولك : إن المهاجرين والأنصار لحقوا ببلدهم ، فإنه لما قتل