صُنَّاع النصر وأهل البلاء والنكاية بالعدو إن كل فتح وإنجاز عسكري ، يتوقف على شخصية القائد الميداني والجندي الشجاع . فهذان هما العنصران الأساسيان في الفتح ، قبل القرار السياسي للخليفة ، وقبل القائد الرسمي الذي ينصبه . فإذا أردت أن تعرف من الذي حقق النصر فابحث عن القادة الميدانيين ، وعن الفرسان المقتحمين ، الذين يُسَمَّوْنَ أهل البلاء . ولا تعجب إذا وجدت أن هؤلاء كلهم أو جِلُّهم من تلاميذ علي ( عليه السلام ) ومبعوثيه ! وأن أدوارهم أساسية حاسمة ، وأدوار غيرهم مكملة ، أو ثانوية ، أو مكذوبة ! ستجد دور المثنى بن حارثة في فتح العراق متصلاً بدوره في معركة ذي قار . وتجد سلمان الفارسي صاحب دور أساسي في فتح إيران ، في الدعوة إلى الإسلام وفي قيادة الفاتحين . وأنه كان في معركة القادسية في منصب داعية المسلمين ورائدهم ، وفي فتح المدائن مفاوض المسلمين مع الفرس ، وقد أقنع حامية القصر بالإسلام وإلقاء السلاح ، وكذلك تجده في فتح أرمينيا وشرق آسيا . وتجد مالك الأشتر ، تلميذ علي ( عليه السلام ) ومبعوثه ، بطل اليرموك الذي برز إلى فارس الروم الأكبر ماهان ، حين كاع عنه خالد وأبو عبيدة وغيرهم ، فجند له ثم قتل عدة قادة بعده ، فارتعب الروم وبدأت هزيمتهم . وتجد حجر بن عدي الكندي الذي قتله معاوية لولائه لعلي ( عليه السلام ) ، قائداً في القادسية ، وفي فتح المدائن وجلولاء ، وأرمينية ، ودمشق ، وبيروت . وتجد عمار بن ياسر الموالي لعلي ( عليه السلام ) بطلاً في معركة اليمامة وفتح العراق وفارس .