إن غاية ما وجدنا عنها قول الطبري : « فاقتتلوا فهزم الله الحارث وعوفاً ، وأخذ الحطيئة أسيراً » . والحطيئة شاعر مخضرم مشهور ، ولو أسر في المعركة لأتيَ به إلى المدينة وكانت له أخبار ، كما كانت له أخبار عندما أسره زيد الخيل الطائي في الجاهلية وجزَّ ناصيته . وعندما حبسه عمر لهجائه الزبرقان بقوله : < شعر > دع المكارمَ لا ترحلْ لبُغْيتها * واقعدْ فإنك أنت الطاعمُ الكاسي < / شعر > فشكاه الزبرقان فقال له عمر : « ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة جميلة . فقال الزبرقان . . سل حسان بن ثابت . . فسأله عمر فقال : لم يهجه ، ولكن سلح عليه ! فأمر به عمر فجعل في نقير في بئر ، ثم ألقى عليه حفصة ( قُفَّة ينزح بها وحل البئر ) فقال الحطيئة : < شعر > ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ * حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة * فاغفر عليك سلام الله يا عمر < / شعر > قال فأخرجه » . ( تاريخ المدينة لابن شبة : 3 / 786 ) . وأسْرُ الحطيئة المزعوم في عهد أبي بكر ، لم يذكره أحد في أخباره التي تتبعها الرواة ، ولا قال فيها شعراً على عادته حتى في صغار الأحداث التي تقع له . ويظهر أن الراوي حرف رواية أن أخ الحطيئة كان في جيش طليحة الذي أغار على المدينة ( تاريخ دمشق : 25 / 160 ) أو رواية القبض على الحطئية بعد ذلك ثم إطلاقه ، لأنه شجع المانعين للزكاة ولم يرتد ، فقد نسب إليه قوله :