« عن الزهري قال : لما استخلف الله أبا بكر ، فارتد من ارتد من العرب عن الإسلام ، خرج أبو بكر غازياً حتى إذا بلغ نقعاً من نحو البقيع ، خاف على المدينة فرجع ، وأمر خالد بن الوليد سيف الله وندب معه الناس » . وغفر الله للزهري ، فقد رد كلام عائشة ، وقال إن أبا بكر غيَّر رأيه ورجع من تلقاء نفسه ، لكن لا بأس ، لأن أفكاره وتصرفاته لله تعالى ، فقد رجع من أجل حفظ الإسلام ومدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . إن رواية عائشة ، ورواية عبد الله بن عمر ، ورواية الزهري ، وكلها صحيحة عندهم ، وهؤلاء أئمة عندهم ، تكفينا لرد أصل خروج أبي بكر إلى ذي حسى ، أو ذي القَصَّة ، فضلاً عن قتاله للمرتدين فيهما ، أو في الأبرق قرب الربذة ، على بعد أكثر من 150 كيلو متراً عن المدينة ! اللهم إلا أن يكون أبو بكر ذهب بعد ذلك إلى ذي القَصة ، بعد أن اطمأن بانسحاب جيش طليحة منها ، ثم عاد إلى المدينة . أما معركة الأبرق فلا يوجد سندٌ مقبول لأصل وجودها ! فالروايات التي تزعم أن أبا بكر قادها ، تردُّها رواية الثلاثي عائشة وابن عمر والزهري . والرواية التي تقول إنه أرسل إليها خالداً في طريقه إلى طليحة ، يردُّها أن الطريق إلى طليحة في حائل بعكس أبرق الربذة ، فحائل من جهة العراق وأبرق الربذة من جهة مكة وعلى بعد نحو 200 كيلومتراً عن المدينة ! ولو سلمنا أن خالداً ذهب باتجاه مكة إلى الأبرق ثم رجع وذهب إلى حائل فأين وصف معركته مع قبيلتي عبس وذبيان ؟ !