لقد تسارعت القبائل في الغستجابة لادعاء طليحة بن خويلد النبوة ! والانضمام إلى قواته ، فانضم بنو فزارة بقيادة عيينة بن حصن ، الذي قال إن نبياً من حلفائهم بني أسد أحب إليه من نبي قريش . وانضمت بطون من طيئ ، وخزاعة ، وغيرها في ألوف مؤلفة ، حتى ضاقت بأعدادهم سُمَيْراء وبُزَّاخَة وهي مناطق قرب حائل ، فاتخذوا معسكراً آخر في ذي القَصَّة قرب المدينة ، وأرسل طليحة ابن أخيه لقيادته وغزو المدينة ! وقد أتقن طليحة توقيت مهاجمة المدينة ، فاختار فترة تنحية قريش بطلها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن الحكم ، فتخيل أنه قد اعتزل النظام وانتهت أسطورته ! وفترة إرسال أبي بكر جيش أسامة إلى مؤتة البعيدة لحرب الروم حسب أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فخفَّت قوة المسلمين في المدينة إلى أدنى مستوى ! وفي تلك الفرصة الذهبية أرسل طليحة وفداً من أنصاره ، من بني أسد ، وبني فزارة ، وبني حنيفة ، وطيئ ، وغيرهم ، إلى أبي بكر يطلبون منه إسقاط الزكاة عنهم ، أي الضرائب التي هي رمز دخولهم في الدولة ، فإن لم يقبل هاجموا المدينة واحتلوها ، وأعلنوا نبوة طليحة وإلغاء نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! كانت هذه الحادثة بعد ستين يوماً من وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان لها وقع شديد على الصحابة ، خاصة على قريش ونظامها الجديد ، وغطى ذلك على فرحتهم بأنهم أخذوا دولة محمد ( صلى الله عليه وآله ) من أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وعزلوهم !