« قال ابن عمر لعلي ( عليه السلام ) : كيف تحبك قريش وقد قتلت في يوم بدر واحد من ساداتهم سبعين سيداً ، تشرب أنوفهم الماء قبل شفاهم » . والأنف الطويل عند العرب صفة جمال ، ولعله علامة أبناء إبراهيم ( عليه السلام ) . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : < شعر > ما تركتْ بدرٌ لنا مذيقا * ولا لنا من خلفنا طريقا . * < / شعر > وسئل الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وابن عباس أيضاً : « لم أبغضت قريش علياً ؟ قال : لأنه أورد أو لهم النار ، وقلد آخرهم العار » . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 21 ) . وقال في شرح نهج البلاغة : 13 / 299 : « ولست ألوم العرب ، لا سيما قريشاً في بغضها له وانحرافها عنه ، فإنه وتَرَها وسَفَك دماءها ، وكشف القناع في منابذتها ، ونفوس العرب وأكبادهم كما تعلم . وليس الإسلام بمانع من بقاء الأحقاد في النفوس ، كما نشاهده اليوم عياناً ، والناس كالناس الأُوَل والطبائع واحدة . فاحسب أنك كنت من سنتين أو ثلاث جاهلياً أو من بعض الروم ، وقد قتل واحد من المسلمين ابنك أو أخاك ثم أسلمت . أكان إسلامك يُذهب عنك ما تجده من بغض ذلك القاتل وشنآنه ، كلا إن ذلك لغير ذاهب . هذا إذا كان الإسلام صحيحاً ، والعقيدة محققة ، لا كإسلام كثير من العرب ، فبعضهم تقليداً ، وبعضهم للطمع والكسب ، وبعضهم خوفاً من السيف ، وبعضهم على طريق الحمية والانتصار ، أو لعداوة قوم آخرين ، من أضداد الإسلام وأعدائه !