وفي معركة حنين ، حيث حشدت هوازن عشرين ألف مقاتل ، وكان جيش النبي ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر ألفاً ، ففاجأته هوازن بكمين كبير فهرب الجيش كله ، وثبت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبنو هاشم ، فوكَّلهم عليٌّّ ( عليه السلام ) بحماية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وغاص في جيش هوازن يقطف رؤوس قادته فقط ، حتى جندل أربعين من حملة الرايات ، فوقعت فيهم الهزيمة ، واستعاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الكفة ، وحقق النصر المؤزر . فبهذه القوة ، التي دوى صيتها في الدنيا ، كانت قبائل العرب تهاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وبهذه القوة ، كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يهددها ، وتقدم أنه هدد قريشاً بأنها إن لم تنته عن شيطنتها ، فسيبعث لها علياً ( عليه السلام ) ليؤدبها ، وكذلك هدد ثقيفاً بعلي ( عليه السلام ) . كما أمر علياً ( عليه السلام ) أن يعلن تهديده لمن يفكر بالردة بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعلن ذلك . قال ابن عباس : « إن علياً كان يقول في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل يقول : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى . والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت . لا والله . إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه ، فمن أحق به مني » ! ( الحاكم : 3 / 126 ) . فأصل قوة المسلمين بعلي ( عليه السلام ) . وخوف قبائل العرب من علي ( عليه السلام ) . وعقدة قريش وثأرها عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأنصار ، يتركز على علي ( عليه السلام ) !