فيبعث إلينا أبو بكر جيشاً كما بعث إلى غيرنا ، وأخرى فإن زياد بن لبيد بين أظهرنا وهو عامل علينا ، ولا يدعك أن ترجع إلى الكفر بعد الإيمان . قال : فضحك الأشعث ثم قال : أو لا يرضى زياد أن نجيره فيكون بين أظهرنا ! قال : فقال له امرؤ القيس : يا أشعث ! أنظر ما يكون بعد هذا . . » . ثم وقع الوالي في خطأ كبير وفتح معهم حرباً ، بسبب ناقة ! قال المقريزي في الإمتاع : 14 / 254 : « إن زيادة بن لبيد كان على صدقات بني معاوية ، فوسم ناقة لرجل لم تكن عليه صدقة ، فأتاه أخوه فقال : خذ مكان الناقة جملاً ، فلا صدقة على أخي ، فرأى زياد أنه اعتلال واتهمه بالكفر ، فقال : قد وُسِمَتْ ولا تُرد ، فنادى صاحب الناقة أبا الرياض أقام الدليل من أكل في داره . فأتى حارثة بن سراقة فقال : أطلق بكرة الفتي وخذ بعيراً مكانها فأبى ، فأطلق حارثة عقالها فأمر به زياد بن لبيد فأخذ ، وكُتِّفَ هو وأصحابه فغضب بنو حارثة ، وغضب السكون وحضرموت لزياد ، وعسكر فوافاهم زياد ، وخلى عن حارثة وأصحابه فلما رجعوا دمروهم ، ثم خرج بنو عمرو بن معاوية خصوصاً إلى المحاجر ، وهي أحماء حموها فنزل جمد ومخوص ومشرح وأبضعة والعمردة ، والمحاجر ونزل الأشعث بن قيس الكندي محجراً ، فارتدوا إلا شرحبيل بن السمط وابنه ، فبيتهم زياد بن لبيد ، فقتل مشرحاً ومخوصاً وجمداً وأبضعة والعمردة أختهم ، وأدركتهم اللعنة ( زعموا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعنهم ) وأخذ زياد بالسبي والأموال على عسكر الأشعث بن قيس ، فاستغاثوه فتقدمهم ، وعلم أن زياد بن لبيد لا يقلع عنه ، فنجا الأشعث إلى النجير بعد أن هزم ، فأتى المهاجر بن أبي أمية