وذكروا أنه : « أول من صاد بالصقر من العرب الحارث بن معاوية بن ثور الكندي ، ثم اشتهر الصيد به » . ( عمدة القاري : 17 / 98 ) . ويظهر أنه سكن الشام وكان يجاهد . ( سنن البيهقي : 9 / 21 وشعب الإيمان : 7 / 42 ) . وقد روى عن عبادة بن الصامت ، وأبي الدرداء . ( تاريخ بخاري : 2 / 281 ) . هنا دخل الأشعث بن قيس على الخط ، لأنه من أسرة ملوك كندة ، الذين كانوا ملوكاً لأكثر قبائل العرب . فقال لزياد بن لبيد كما في فتوح ابن الأعثم : 1 / 45 : « يا هذا ! إنا قد سمعنا كلامك ودعاءك إلى هذا الرجل ، فإذا اجتمع الناس إليه اجتمعنا . قال له زياد بن لبيد : يا هذا ، إنه قد اجتمع المهاجرون والأنصار . فقال له الأشعث : إنك لا تدري كيف يكون الأمر بعد ذلك . قال : فسكت زياد بن لبيد ولم يقل شيئاً . ثم قام إلى الأشعث بن قيس ابن عم له يقال له امرؤ القيس بن عابس ، من كندة فقال له : يا أشعث ! أنشدك بالله وبإيمانك وبقدومك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن نكصت أو رجعت عن دين الإسلام ، فإنك إن تقدمت تقدم الناس معك ، وإن هذا الأمر لا بد له من قائم يقوم به فيَقْتُل من خالف عليه ، فاتق الله في نفسك ، فقد علمت ما نزل بمن خالف أبا بكر ومنعه الزكاة . فقال له الأشعث بن قيس : إن محمداً ( صلى الله عليه وآله ) قد مضى لسبيله ، وإن العرب قد رجعت إلى ما كانت تعبده . فقال له : نحن أقصى العرب داراً