يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ . وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ . قال مسلم في صحيحه ( 5 / 170 ) : « شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان ، قال فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه » ! وفي الدر المنثور : 3 / 165 : « فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله إنها قريش وعزها ! والله ما ذلت منذ عزت ، ولا آمنت منذ كفرت ، والله لتقاتلنك ، فتأهب لذلك أهبته واعدد له عدته » ! أي إرجع واستعد لقتالها في المستقبل ! فهو ينصح النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالرجوع وعدم قتال قريش ! كالذين يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ . وروى البخاري ( 5 / 187 ) قول المقداد : « يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ، ولكن إمض ونحن معك . فكأنه سُرِّيَ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » . ومعنى إعراضه ( صلى الله عليه وآله ) عن الشيخين وسروره بقول المقداد : أنه أفضل منهما وأشجع ؟ ! وقد ثبت عن أبي بكر وعمر أنهما لم يقاتلا في بدر ، وقد اعتذروا عن أبي بكر بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) استبقاه معه في العريش ، ليستشيره في إدارة المعركة ! لكنهم رووا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج من الخيمة المزعومة وقاتل قتالاً شديداً ، ولم يكن معه أبو بكر ولا عمر ، فأين كانا ؟ ! قال علي ( عليه السلام ) : « لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأساً » ! ومجمع الزوائد : 9 / 12 . وقد صححوه .