وقد علموا يقيناً أنه لم يكن فيهم أحد يقوم مقامي ، ولا يبارز الأبطال ولا يفتح الحصون غيري ، ولا نزلت برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شديدة قط ، ولا كَرَبَهُ أمرٌ ولا ضاق مستصعب من الأمر ، إلا قال : أين أخي علي ، أين سيفي ، أين رمحي ، أين المفرج غمي عن وجهي ! فيقدمني فأتقدم فأفديه بنفسي ، ويكشف الله بيدي الكرب عن وجهه . ولله عز وجل ولرسوله بذلك المَنُّ والطول حيث خصني بذلك ووفقني له . لم يكن لأبي بكر وعمر أي سابقة في الدين . وإن بعض من سميت ما كان ذا بلاء ولا سابقة ولا مبارزة قرن ، ولا فتح ولا نصر ، غير مرة واحدة ، ثم فرَّ ومنح عدوه دُبُرَه ، ورجع يُجَبِّن أصحابه ويجبنونه ، وقد فرَّ مراراً ! فإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم وتغير ( أظهر الغيرة ) وأمر ونهى » ! إلى آخر كلامه ( عليه السلام ) وهو طويل ، ملئ بالحجج . ثم نلاحظ أن الله تعالى أنزل السكينة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين في حُنين فقال : ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ . بينما أنزلها في الهجرة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحده ، ولم ينزلها على صاحبه ، مع أنه كان حزيناً . قال تعالى : فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ . . ولم يقل : عليهما . وفي معركة بدر : قال الله عز وجل عن فريق من الصحابة : كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ . يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا