عمار ، فسبقه إلى ذلك أبو زينب الأزدي ثم حمل عليه أبو زينب فقتله . . . قال : وخرج عمرو بن يثربي من أصحاب الجمل حتى وقف بين الصفين قريباً من الجمل ، ثم دعا إلى البراز وسأل النزال فخرج إليه علباء بن الهيثم من أصحاب علي ، فشد عليه عمرو فقتله ، ثم طلب المبارزة فلم يخرج إليه أحد ، فجعل يجول في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول شعراً ، ثم جال وطلب البراز ، فتحاماه الناس واتقوا بأسه ، قال : فبدر إليه عمار بن ياسر وهو يجاوبه على شعره والتقوا بضربتين ، فبادره عمار بضربة فأرداه عن فرسه ، ثم نزل إليه عمار سريعاً فأخذ برجله وجعل يجره حتى ألقاه بين يدي علي ، فقال علي : اضرب عنقه ! فقال عمرو : يا أمير المؤمنين ! استبقني حتى أقتل لك منهم كما قتلت منكم ! فقال علي : يا عدو الله ! أبعد ثلاثة من خيار أصحابي أستبقيك ، لا كان ذلك أبداً ! قال : فأدنني حتى أكلمك في أذنك بشئ ، فقال علي : أنت رجل متمرد ، وقد أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكل متمرد عليَّ ، وأنت أحدهم ! فقال عمرو بن يثربي : أما والله لو وصلت إليك لقطعت أنفك ! قال : فقدمه علي فضرب عنقه . فخرج من بعد الضبي ابن عم له يقال له ثور بن عدي وهو ينشد شعراً ، فخرج إليه محمد بن أبي بكر مجيباً له وهو يقول شعراً ، ثم شد عليه محمد بن أبي بكر فضربه ضربة رمى بيمينه ، ثم ضربه ثانية فقتله . قال : وخرج أخوه عميرة فجعل يرتجز ويقول شعراً ، فخرج عليٌّ وأجابه على شعره ، ثم حمل عليه علي فضربه ضربة على وجهه فرمى بنصف رأسه .