ويكفي لمعرفة خوف خالد أن نقارنه بمسيلمة : « ثم تراجعت بنو حنيفة ( أي بعد هزيمتهم ) ومعهم صاحبهم مسيلمة ، حتى وقف أمام قومه ، ثم حسر عن رأسه ، ثم إنه حمل وحمل معه بنو حنيفة كحملة رجل واحد ، وانهزم المسلمون بين أيديهم ، وأسلموا سوادهم » . ( ابن الأعثم : 1 / 29 ) . فمسيلمة كان يقاتل في أول قومه ، وخالد يجلس في الفسطاط في آخر قومه ! وعندما يحصر المسلمون عدوهم داخل الحديقة ولا يبقى خارجها من جماعة مسيلمة إلا الشاذ النادر يتشجع خالد ويأتي إلى الحديقة فيعترضه رجل من بني حنيفة ، فيتصارع معه خالد ويسقطه أرضاً ، لكنه لا يستطيع أن يقتله ، فيهرب منه بحشاشة نفسه ! ثم يكذب الرواة لخالد فيدعون أنه حمل وكان يراقب مسيلمة ليقتله مع أن مسيلمة كان حاسر الرأس في مقدمة قومه ، فلماذا لم يتصدَّ له خالد ؟ ! قال الطبري : 2 / 512 : « وحمل خالد بن الوليد ، وقال لحماته : لا أوتين من خلفي ، حتى كان بحيال مسيلمة ، يطلب الفرصة ويرقب مسيلمة » . وأي فرصة كان يرقبها خالد ، فغابت هذه الخبيثة ولم تأت ؟ ! أم الفرصة عنده أن يكتفوا له الشخص ، فيقتله صبراً ؟ ! ولم يستح رواة السلطة حتى كذبوا لخالد أنه قاتل بنفسه ، وشارك في الحملة ، وبرز لمسيلمة فهرب منه مسيلمة ! قال الطبري ( 2 / 513 ) : « ثم برز خالد حتى إذا كان أمام الصف ، دعا إلى البراز وانتمى ، وقال :