« واقتحم خالد بن الوليد الحديقة بفرسه وبيده سيف لو ضرب به الحجر لقطعه ، قال : فاستقبله رجل من بني حنيفة فقال له : أين تريد يا ابن كذا وكذا ؟ فحمل عليه خالد واعتنقه الحنفي فسقطا عن فرسيهما جميعاً إلى الأرض ، فسقط الحنفي تحت خالد فجعل يجرحه بخنجر كان معه ، وخالد قد قبض على حلقه والحنفي يجرحه من تحت حتى جرحه سبع جراحات ، فوثب خالد وتركه وإذا فرس خالد قد غار عن الحديقة ، فجعل خالد ظهره إلى باب الحديقة وجعل يقاتل حتى تخلص ، وهو لما به » . ومعناه ، أن خالداً لم يستطع أن يغلب الحنفي ، مع أنه وقع تحته وسيفه يقطع الصخر ! فطعنه الحنفي من تحته طعنات ، وغاية ما استطاع خالد أن يفعله أنه تخلص منه وهرب ، فوجد فرسه قد هرب ، فاحتمى بحائط الحديقة من الحنفي وهو لما به ، أي في آخر رمق ! ورجع إلى خيمته ولم يدخل إلى الحديقة مع أن المعركة دامت فيها دامت ساعات ، وربما نصف نهار ، حتى انتصر المسلمون وقُتل مسيلمة ! قال ابن الأثير في الكامل : 2 / 365 : « وأُخبر خالد بقتل مسيلمة ، فخرج بمجاعة يرسف في الحديد ليدله على مسيلمة ، فجعل يكشف له القتلى حتى مر بمحكم اليمامة وكان وسيماً فقال : هذا صاحبكم ؟ فقال مجاعة : لا ، هذا والله خير منه وأكرم ، هذا محكم اليمامة . ثم دخل الحديقة فإذا رويجل أصيفرأخينس فقال مجاعة : هذا صاحبكم قد فرغتم منه . قال خالد : هذا الذي فعل بكم ما فعل » .