ثم تقدم الحارث بن هشام المخزومي أخو أبي جهل ، فقاتل ورجع إلى موقفه . ثم تقدم زيد بن الخطاب فقاتل حتى قتل ، ثم تقدم عامر بن بكير العدوي فقاتل حتى قتل . ثم اشتبكت الحرب بين الفريقين فقتل من المسلمين زهاء ثلاث مائة رجل وقتل من بني حنيفة جماعة . فأمسى القوم فرجع بعضهم عن بعض ولم ينم منهم أحد تلك الليلة لما يخافون من البيات . فلما كان من الغد دنا بعضهم إلى بعض ، وتقدم محكم بن الطفيل وزير مسيلمة وصاحب أمره ، فتقدم حتى وقف أمام أصحابه شاهراً سيفه ، ثم حمل على المسلمين فقاتل قتالاً شديداً ، وحمل عليه ثابت بن قيس الأنصاري فطعنه في خاصرته طعنة نكسه عن فرسه قتيلاً . ثم لم يزل ثابت يقاتل حتى قتل . ثم تقدم السائب بن العوام أخو الزبير بن العوام ، فقاتل حتى قتل . ثم : « صاحت بنو حنيفة بعضها ببعض ، وحملوا على المسلمين حملة منكرة حتى أزالوهم عن موقفهم ، وقتلوا منهم نيفاً على ثمانين رجلاً . قال : ثم كبر المسلمون وحملوا عليهم وكشفوهم كشفة قبيحة . ثم تراجعت بنو حنيفة ومعهم صاحبهم مسيلمة ، حتى وقف أمام قومه ثم حسر عن رأسه ، ثم إنه حمل وحمل معه بنو حنيفة كحملة رجل واحد ، وانهزم المسلمون بين أيديهم وأسلموا سوادهم وصارت بنو حنيفة إلى فسطاط خالد » وهرب خالد منهم تاركاً زوجته !