ثم جاء دور الأبطال عمار بن ياسر ، والبراء بن مالك ، وأبي دجانة ، وثابت بن قيس بن شماس ، وابن عمه بشير بن عبد الله من بني الحارث بن النجار ، وغيرهم من حماة الأنصار ، فتقدموا المسلمين وحملوا على بني حنيفة وهم بقيادة مسيلمة ، حتى هزموهم وساقوهم إلى الحديقة . وهنا تشجع خالد ! فقالوا : « واقتحم خالد بن الوليد الحديقة بفرسه ، وبيده سيف لو ضرب به الحجر لقطعه ، قال : فاستقبله رجل من بني حنيفة فقال له : أين تريد يا ابن كذا وكذا ؟ فحمل عليه خالد واعتنقه الحنفي فسقطا عن فرسيهما جميعاً إلى الأرض ، فسقط الحنفي تحت خالد فجعل يجرحه بخنجر كان معه ، وخالد قد قبض على حلقه والحنفي يجرحه من تحت ، حتى جرحه سبع جراحات فوثب خالد وتركه ، وإذا فرس خالد قد غار عن الحديقة ، فجعل خالد ظهره إلى باب الحديقة وجعل يقاتل ، حتى تخلص وهو لما به » ! أي تخلص خالد من الحنفي لكنه كان في آخر نفس ، ورجع إلى خيمته ! ثم كانت حملة فرسان الأنصار وحماتهم المئة : « وأقبل عباد بن بشر الأنصاري حتى وقف على باب الحديقة ثم نادى بأعلى صوته : يا معشر الأنصار ! إحطموا جفون سيوفكم ، واقتحموا الحديقة عليهم فقاتلوهم أو يقتل مسيلمة الكذاب . ثم كسر عباد بن بشر جفن سيفه ، وكسرت الأنصار جفان سيوفهم ، واقتحموا الحديقة ، فقاتلوا حتى ما بقي منهم إلا أربعة نفر ، فإنهم أقبلوا مجروحين لما بهم . قال : وعظم الأمر على الفريقين جميعاً » !