لقد كانت الردة وادعاء النبوة فورة طمع من قبائل لم يدخل الإيمان في قلوبها ، فهي تطمع أن تفرض سيطرتها بادعاء النبوة ، كما قال تعالى : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ . قال في تاريخ دمشق : 25 / 156 : « فلما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام عيينة بن حصن في غطفان فقال : ما أعرف حدود غطفان منذ انقطع ما بيننا وبين بني أسد ، وإني لمجدد الحلف الذي كان بيننا في القديم ومتابع طليحة . ووالله لأن نتبع نبياً من الحليفين أحب إلينا من أن نتبع نبياً من قريش . وقد مات محمد وبقي طليحة ! فطابقوه على ذلك » ! ويقصد بالحليفين : غطفاناً وأسداً . وهو كقول أبي جهل : نبيٌّ من بني هاشم ! لا والله حتى يكون نبي من مخزوم ! واندفعت القبائل وهاجمت المدينة ، لكنها اكتشفت أن دولة المسلمين قوية ، وأنهم ثابتون على نبوة نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ، وفاجأهم الفارس الذي رأوه في حنين يقطف رؤوس أصحاب الرايات ، فقصد قائدهم في ظلام الليل وجندله ! فتراجعوا منهزمين بخفة ! وبعض المرتدين احتاجت شوكتهم إلى استعمال القوة من المسلمين المحليين . وبعضها احتاجت إلى إرسال قوة من عاصمة الخلافة كطليحة ، أو إرسال جيش كبير ، وخوض معركة صعبة معهم ، كمسيلمة الكذاب .