وقد وصف علي ( عليه السلام ) ردة القبائل بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال في رسالته إلى أهل مصر : « فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) » ! ( نهج البلاغة : 3 / 119 ) . وأهم حركات الردة ثلاث : حركة الأسود العنسي : الذي ادعى النبوة في اليمن وقتل عامل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسيطر على صنعاء ، وقد أنهى النبي ( صلى الله عليه وآله ) حركته في حياته ، وجاءه الوحي وهو في مرض وفاته ( صلى الله عليه وآله ) بقتل الأسود العنسي ، وأخبر المسلمين بذلك . والثانية حركة طليحة الأسدي : الذي جمع عدة قبائل وهاجم المدينة ، فنهض أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) والصحابة لمواجهته . وأرسل له أبو بكر عدي بن حاتم ، ثم أرسل قوة بقيادة خالد بن الوليد ، ولكن خالداً وصل بجيشه إلى قرب معسكره في بُزَّاخَة ، فوجد جثة الفارسين اللذين أرسلهما للإستطلاع ، وهما ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن ، فخاف خالد ورجع قاصداً عدي بن حاتم الطائي ، الذي كان ناشطاً في إقناع بني طيئ وحلفائهم بترك طليحة . وقد نجح عديٌّ في مسعاه ، وانضم إلى خالد في جيش من طيئ وبجيلة ، وقصدوا طليحة ، وتولى عديٌّ والأنصار قتال طليحة ، ولم يشترك خالد في المعركة ، فانهزم طليحة وهرب إلى الشام ، وتفرق أتباعه ، وانتهت حركته .