فلما كان في السحر نهض خالد فعبأ أصحابه ووضع ألويته مواضعها ، فدفع لواءه الأعظم إلى زيد بن الخطاب فتقدم به ، وتقدم ثابت بن قيس بن شماس بلواء الأنصار ، وطلبت طيئ لواء يعقد لها ، فعقد خالد لواء ودفعه إلى عدي بن حاتم ، وجعل ميمنة . وميسرة » . ( 19 ) نهض الأنصار وطيئ بثقل المعركة مع طليحة لم يصف الرواة معركة المسلمين مع طليحة ، وأعطوا بطولتها بالجملة إلى خالد على عادتهم ! لكن المؤكد لمن عرف سلوك خالداً في معاركه ، أنه ألقى ثقلها على الأنصار وعدي وطيئ وجديلة ، ولم يشارك بنفسه ، لا في مبارزة ولا حملة ! قال الطبري ( 2 / 489 ) : « قام فيهم طليحة ثم قال : أمرت أن تصنعوا رحاً ذات عرى يرمى الله بها من رمى ، يهوى عليها من هوى . ثم عبأ جنوده ثم قال : إبعثوا فارسين على فرسين أدهمين ، من بنى نصر بن قعين ، يأتيانكم بعين . فبعثوا فارسين من بنى قعين ، فخرج هو وسلمة طليعتين . وروى الطبري أنه كان يقول لهم : « والحمام واليمام ، والصرد الصوام ، قد ضمن قبلكم بأعوام ، ليبلغن ملكنا العراق والشام » . وروى في تاريخ دمشق : 25 / 163 : « فلما رأى طليحة كثرة انهزام أصحابه قال : ويلكم ما يهزمكم ؟ ! قال رجل منهم : أنا أحدثك ، ما يهزمنا أنه ليس