الخيل الطائي فقال : أتريدون أن تكونوا سُبَّةً على قومكم ، لم يرجع رجل واحد من طيئ ، وهذا أبو طريف معه ألف من طيئ ، فكسرهم . فلما نزل خالد بن الوليد بُزَّاخَة قال لعدي : يا أبا طريف ألا تسير إلى جديلة ( لقتالهم ) فقال : يا أبا سليمان لا تفعل ، أقاتل معك بيدين أحب إليك أم بيد واحدة ؟ فقال خالد : بل بيدين . فقال عدي : فإن جديلة إحدى يديَّ ! فكف خالد عنهم فجاءهم عدي ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا فسار بهم إلى خالد ، فلما رآهم خالد فزع منهم وظن أنهم أتوا لقتال ، فصاح في أصحابه بالسلاح ! فقيل له : إنما هي جديلة ، أتت تقاتل معك . فلما جاءوا حلوا ناحيةً ، وجاءهم خالد فرحب بهم واعتذروا إليهم من اعتزالهم ، وقالوا : نحن لك بحيث أحببت ، فجزَّاهم خيراً . فلم يرتدد من طيئ رجل واحد ! فسار خالد على بغيته فقال عدي بن حاتم : اجعل قومي مقدمة أصحابك . فقال : أبا طريف إن الأمر قد اقترب ولحُم ، وأنا أخاف إن تقدم قومك ولحمهم القتال ، انكشفوا فانكشف من معنا ، ولكن دعني أقدم قوماً صبَّراً ، لهم سوابق وثبات . فقال عدي : فالرأيَ رأيت . فقدَّم المهاجرين والأنصار . قال فلما أبى طليحة على خالد أن يقر بما دعاه إليه ، انصرف خالد إلى معسكره واستعمل تلك الليلة على معسكره عدي بن حاتم ومكنف بن زيد الخيل ، وكان لهما صدق نية ولين ، فباتا يحرسان في جماعة من المسلمين .