رجل منا إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله ، وإنا لنلقي قوماً كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه . وكان طليحة شديد البأس في القتال » . قال الطبري : 2 / 485 : « عن محمد بن طلحة . . قال : حُدثت أن الناس لما اقتتلوا ، قاتلَ عيينة مع طليحة في سبع مائة من بنى فزارة قتالاً شديداً ، وطليحة متلفف في كساء له بفناء بيت له من شعر يتنبأ لهم ، والناس يقتتلون ! فلما هزَّت عيينة الحرب وضَرُسَ القتال ، كرَّ على طليحة فقال : هل جاءك جبريل بعد ؟ قال : لا . قال : فرجع فقاتل حتى إذا ضرس القتال وهزته الحرب ، كرَّ عليه فقال : لا أباً لك ، أجاءك جبريل بعد ؟ قال : لا والله . قال : يقول عيينة حلفاً : حتى متى ، قد والله بلغ منا ! قال : ثم رجع فقاتل حتى إذا بلغ كرَّ عليه فقال : هل جاءك جبريل بعد ؟ قال : نعم . قال : فماذا قال لك ؟ قال : قال لي : إن لك رحاً كرحاه ، وحديثاً لا تنساه . قال : يقول عيينة : أظن أن قد علم الله أنه سيكون حديث لا تنساه ! يا بني فزارة هكذا فانصرفوا ، فهذا والله كذاب ! فانصرفوا وانهزم الناس ، فغَشُوا طليحة يقولون : ماذا تأمرنا ؟ وقد كان أعد فرسه عنده ، وهيأ بعيراً لامرأته النوار ، فلما أن غَشُوه يقولون ماذا تأمرنا ؟ قام فوثب على فرسه ، وحمل امرأته ثم نجا بها ، وقال : من استطاع منكم أن يفعل مثل ما فعلت ، وينجو بأهله فليفعل ! ثم سلك الحوشية حتى لحق بالشام وارفضَّ جمعه ، وقتل الله من قتل منهم . وبنو عامر قريباً منهم على قادتهم وسادتهم ، وتلك القبائل من سليم وهوازن على تلك الحال ، فلما أوقع الله بطليحة وفزارة ما أوقع ، أقبل